خطبة جمعة مسموعة للدكتور خالد بدير “إعمال العقل في فهم النص .. الإمام أبو حنيفة ومدرسته الفقهية أنموذجًا”
خطبة جمعة مسموعة 1 أكتوبر 2021م : “إعمال العقل في فهم النص .. الإمام أبو حنيفة ومدرسته الفقهية أنموذجًا” ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ: 24 صفر 1443هـ – 1 أكتوبر 2021م.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
عناصر خطبة الجمعة القادمة 1 أكتوبر 2021م ، للدكتور خالد بدير: “إعمال العقل في فهم النص .. الإمام أبو حنيفة ومدرسته الفقهية أنموذجًا”: كما يلي:
أولًا: منزلةُ العقلِ ودورُه في فهمِ النصِّ عند الإمامِ أبي حنيفة
ثانيًا: نماذجٌ من إعمالِ العقلِ في فهمِ النص عند الإمامِ أبي حنيفة
ثالثًا: علاقةُ إعمال العقلِ في النص بتغيرِ الفتوى
ولقراءة جزء من خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير كما يلي:
الحمدُ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونتوبُ إليه ونستغفرُه ونؤمنُ به ونتوكلُ عليه ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا؛ ونَشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحدَهُ لا شريكَ له وأنّ محمدًا عبدُه ورسولُه؛ صلى اللهُ عليه وسلم.أما بعدُ:
أولًا: منزلةٌ العقل ودورُه في فهمِ النص عند الإمام أبي حنيفة
للعقلِ منزلةٌ كبيرةٌ في الإسلامِ , فهو من أعظمِ الفروقِ بين الإنسانِ والحيوانِ . والعقلُ أحدُ الضروراتِ التي أوجبَ الشارعُ حفظَها؛ ويكفي الإشارةُ إلى أهميةِ “العقلِ” في كتابِ اللهِ أنّ مادةَ (عَقَلَ) تكررتْ بجميعِ مُشتقاتِهَا حوالي سبعين مرةً، ناهيكَ عن الآياتِ التي تتصلُ بالعملياتِ العقليةِ كالتفكرِ والتأملِ والتدبرِ والنظرِ بتمعنٍ في آياتِ اللهِ في الأنفسِ والآفاقِ، والتي لا يمكنُ حصرَهَا من كثرَتِها في كتابِ اللهِ تعالى .
وللعقلِ وظيفةٌ مهمّةٌ في استنباطِ الأحكامِ؛ والنظرِ إلى الأدلةِ ونقدِ متونِ الحديثِ، وكلّمَا كان العقلُ المسدَّدُ بنورِ الوحيِ أوفرَ وأكبرَ؛ كان المرءُ أقدرَ على الاجتهادِ والإصابةِ والاستنباطِ. يقولُ تعالى: { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} (ص: 29) .
ومِن هذا المنطلقِ أسسَ الإمامُ أبو حنيفةَ النعمان مدرستَهُ التي تهتمُّ بالاجتهادِ واستنباطِ الأحكامِ من النصوصِ , والنظرِ إلى دلالةِ النصِّ والغايةِ منه . وهذه المدرسةُ التي أسسَها الإمامُ – رحمه اللهُ – تؤكدُ على تجردِه من الاجتهادِ الفرديِّ، واعتمادِه على اختيارِ مجموعةٍ من العلماءِ أصحاب تخصصاتٍ علميةٍ مختلفةٍ ومتنوعةٍ؛ فيتمُّ طرحُ المسألةِ للنظرِ والمناظرةِ الساعة والساعات؛ فلربَّما اتفقوا مع أبيِ حنيفة، وربما استقلوا .
وكان للعقلِ الجماعيِّ دورٌ كبيرٌ في إثراءِ هذه المعارفِ والتوافقِ بل الإجماع في بعضِ الأحيانِ إدراكًا منهم بأن النظرَ والتفكيرَ الجماعيَّ أكثرُ عصمةً من أخطاءِ التفكيرِ الفرديِّ التي هي عرضةٌ للأخطاءِ والزللِ.
وقد استندَ الإمامُ – رحمه اللهُ – في تأسيسِ مدرستهِ إلى القرآنِ والسنةِ. فالقرآنُ بقولِه تعالى: { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا * وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا }. (النساء: 82 , 83). فهذا النصُّ فيه دليلٌ ودعوةٌ صريحةٌ إلى إمعانِ النظرِ وإعمالِ الفكرِ من الأفرادِ أو الجماعةِ؛ في ظلِّ الأحكامِ العامةِ والقواعدِ الضابطةِ لاستخراجِ كنوز العلمِ؛ ولولوجِ بحار أنوارِ المعارفِ للفهمِ الدقيقِ، واستنباطِ الجواهرِ والدررِ التي تعيدُ للأمةِ مجدَها وحضارَتها الزاهرة التي قامتْ على الاستنباطِ وفقَ قواعدِ الشرعِ، وبعقولٍ نيرةٍ مسترشدةٍ بما توصلَ إليها ممن سبقَها من معارف.
…..
لتكملة الخطبة أو تحميل ملفات الخطبة WORD أو PDF
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف